الجمعة، 20 مايو 2011
القيم الشخصية ... تكوينها وتنميتها لدى الطلاب
إن القيمة هي ما يعتبره الفرد مهماً، وذا قيمة في حياته، ويسعى دائماً إلى أن يكون سلوكه متسقاً، ومتوافقاً مع ما يؤمن به من قيم، ولذلك لا يمكن إغفال دراسة القيم الشخصية عند تحليل السلوك الإنساني،وفهم السلوك التنظيمي لدى جميع المنظمات، وبخاصة المنظمات التعليمية.
إذ تقوم هذه المنظمات بتزويد طلابها بالمعارف، والمعلومات المختلفة، وتكسبهم المهارات القيادية، والسلوكية، والمهنية التي تُلائم مستقبلهم القيادي، وتمكنهم من إنجاز أعمالهم بأعلى قدر ممكن من الكفاءة والفعالية.
مفهوم القيم الشخصية:
يمكن تعريف القيم بأنها عبارة عن: المعتقدات التي يحملها الفرد نحو الأشياء والمعاني وأوجه النشاط المختلفة، والتي تعمل على توجيه رغباته واتجاهاته نحوها، وتحدد له السلوك المقبول والمرفوض والصواب والخطأ، وتتصف بالثبات النسبي.
كيفية تكوين القيم:
يتم اكتساب القيم الشخصية عن طريق التنشئة الاجتماعية، إذ يشترك عدد من العوامل الرئيسة في تكوينها مثل :
• الدين
• الأسرة
• الثقافة
• التعليم
• البيئة
• الجماعات المختلفة التي ينتمي لها الفرد في حياته.
أي أن القيم الشخصية للأفراد تؤثر وتتأثر بثقافة المنظمات التي يعملون بها، كما أن ثقافة هذه المنظمات تستمد من ثقافة المجتمع الذي تعمل فيه وقيمه وعاداته، إذ يتشرب الفرد القيم والمعايير الاجتماعية من الأشخاص المهمين في حياته، مثل :
الوالدين، والمعلمين، والقادة في العمل، والمقرّبين من الزملاء، والأقران، ويتم ذلك في إطار ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه.
وتُعدّ الأسرة هي المصدر الأول في تكوين قيم الفرد واتجاهاته، وعاداته الاجتماعية، فهي التي تمده بالرصيد الأول من القيم والعادات الاجتماعية، وهي بذلك تمده بالضوء الذي يرشده في سلوكه وتصرفاته، ففي الأسرة يتلقى الطفل أول درس عن الحق والواجب، والسلوكيات الصائبة والخاطئة، والحسنة والقبيحة، وما يجوز عمله وما لا يجوز، والمرغوب فيه وغير المرغوب فيه، وماذا يجب عمله، وماذا يجب تجنبه، ولماذا، وكيف يكسب رضا الجماعة، وكيف يتجنب سخطها؟
ويشترك عدد من الجماعات الأخرى مع الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية، مثل:
• المدرسة
• الأقران والأصدقاء
• الأندية الرياضية
• الهيئات الدينية
• الجماعات المهنية
• الهيئات السياسية ... إلخ.
خصائص القيم الشخصية ووظائفها :
أ- خصائص القيم :
وضع الباحثون عدداً من الصفات والسمات المشتركة التي تسهم في توضيح هذا المفهوم، من أهمها:
1- القيم أساسية في حياة كل إنسان ، فهي بمثابة مرشد وموجه لكثير من النشاط الحر الإرادي للإنسان.
2- القيم تصطبغ بالصبغة الاجتماعية؛ أي أنها تنطلق من إطار اجتماعي.
3- القيم مكتسبة، إذ يتعلمها الفرد عن طريق التربية الاجتماعية والتنشئة في نطاق الجماعة.
4- تٌعد القيم ذاتية اجتماعية، ولها أثر بارز في السلوك العام والخاص للفرد والجماعة، وفي تحديد كثير من العلاقات مع بعض أفراد الجماعات الأخرى.
5- القيم ذات ثبات واستقرار نفسي واجتماعي نسبي، لكن هذا الثبات يسمح بالتغيير والتبديل إذا أراد الفرد ذلك بعزيمة صادقة.
6- يتميز بعض الأفراد بقيم فردية خاصة هيمنت على جل وقتهم ونشاطاتهم، ودوافعهم وسلوكهم، وقد كان من هؤلاء الأفراد نوابغ العلماء، والمفكرون والمخترعون، والفنانون، والقادة العسكريون، الذين استفادت منهم المجتمعات الإنسانية في شتى المجالات.
ب- وظائف القيم الشخصية:
تُعد القيم من أهم مكونات الشخصية، لذلك فهي تعمل على تشكيل الكيان النفسي للفرد، من خلال قيامها بخمس وظائف أساسية كما يلي:
1- أن القيم تزود الفرد بالإحساس بالغرض مما يقوم به وتوجهه نحو تحقيقه.
2- تهيِّئ الأساس للعمل الفردي والعمل الجماعي الموحد.
3- تتخذ كأساس للحكم على سلوك الآخرين.
4- تمكّن الفرد من معرفة ما يتوقعه من الآخرين وماهية ردود الفعل.
5- تجعل لدى الفرد إحساس بالصواب والخطأ.
دور المؤسسات التربوية والتعليمية في تكوين القيم الشخصية لطلابها:
يتم غرس تلك القيم وتكوينها وتنميتها لدى الطلاب ، من خلال التنفيذ الفعال للمنهاج العام، بما يشتمل عليه من: مقررات دراسية، وبرامج تدريبية، وتمارين، وزيارات ميدانية ... إلخ.
ويقوم المعلمون، بتكوين تلك القيم أثناء ممارستهم لواجباتهم الرئيسة المتمثلة في تزويد الطالب بالمفاهيم، والمعارف، والمهارات القيادية والمهنية ، حيث يذكر كثير من الباحثين في مجال تعليم القيم أنه من المستحيل أن يتجنب المعلم تدريس القيم حتى ولو حاول ذلك، لأن كل ما يقوله ويفعله يعكس ما يقوِّمه ويراه مهماً، أو غير مهم وغير مرغوب فيه.
ولذلك يجب أن يمثل المعلم القدوة الحسنة لطلابه فيما يقوله، ويفعله، ويتضح فيما يلي الطريقة التي يتم بموجبها تكوين القيم الشخصية وتنميتها لدى الطلاب ، إذ تتم على مرحلتين كما يلي:
أولاً : مرحلة تكوين (غرس القيم):
يتم في هذه المرحلة غرس، أو تكوين العديد من القيم الشخصية المرغوبة، التي تُلائم المستقبل بالأساليب التالية:
1- يتم الحديث عن أهمية هذه القيم لفظاً، وإعادة التأكيد عليها بشكل متكرر ضمن الدروس المنهجية في كثير من المقررات الدراسية.
2- يمكن غرس هذه القيم بطرق غير مباشرة، مثل القدوة، بمعنى أن يمثل المعلم أو المدرب القدوة الحسنة لطلابه في تجسيد هذه القيم على ذاته، فلا يأمرهم بشيء ما ويتصرف هو بخلاف ذلك. 3- يمكن تكوين القيم الشخصية المرغوبة من خلال صنع النماذج كأمثلة يحتذى بها، فيذكر أمثلة من التاريخ اتصفت بهذه القيم وكانت سبباً في نجاحها، كأمثال القادة العظام في التاريخ الإسلامي، وأفضلهم على الإطلاق الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، فهو القدوة الحسنة في القيم النبيلة كالصدق، والأمانة، والرحمة، والعدل، الشجاعة، ..الخ.
ثانياً: مرحلة التعزيز:
في هذه المرحلة يتم تعزيز هذه القيم، سواء كان ذلك بصيغة سلبية أو إيجابية، وقد تكون بصورة لفظية أو غير لفظية. فمثلاً عند غرس قيمة الانضباط يتم تعزيزها سلباً من خلال توقيع العقوبات على من يخل بالانضباط من الطلاب، وتعزيزها إيجاباً عن طريق بعض الحوافز المعنوية لمن يتحلى بهذه القيم.
ويمكن أن يكون التعزيز بصورة غير لفظية، ففي حالة التعزيز السلبي يظهر المعلم أو المدرب امتعاضه وعدم رضاه عند مخالفة أي من مقتضيات الانضباط، وفي حالة التعزيز الإيجابي يبدي ابتسامته ورضاه.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق