الخميس، 7 أبريل 2011

إدارة الوقت وأهميته في الحياة



الوقت مورد ثمين وفريد ولقد منح الله الوقت لكل إنسان بالتساوي بغض النظر عن عمره أو مكانه. لذلك فإن الوقت هو مادة هذه الحياة ، وكثير من الناس لا يدركون أن الوقت قد ذهب إلا بعد أن يكون العمر قد ذهب.
إن الاستغلال الأمثل للوقت يترتب عليه نتائج إيجابية وإهداره يترتب عليه نتائج سلبية.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها."

مفهوم الوقت:
إن مفهوم الوقت يعني القدرة على إنجاز الأعمال بشكل منسق ومنظم وفعال وتحقيق الأهداف بأقل التكاليف أي الاستغلال الأمثل والفعال لكل الإمكانات المتاحة للإدارة.
والوقت هو أول هذه الإمكانات ومفهوم إدارة الوقت مفهوم شامل ومتكامل وصالح لكل الأزمنة ولقد ارتبط هذا المفهوم بالعمل الإداري ولقد بدأت الأبحاث والدراسات في البحث في هذا الموضوع وزيادة الاهتمام به نظرًا للتطورات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وزيادة تكاليف الإنتاج.
إن إدارة الوقت هي بمثابة علم وفن استخدام الوقت بشكل فعال وهي عنصر أساسي من عناصر الإدارة الفعالة ، ومدى استفادتك من وقتك هي التي تحدد الفارق بين الناجحين والفاشلين حيث أن الشيئ المشترك بين كل الناجحين هو قدرتهم على عمل توازن بين أهدافهم التي يسعون إلى الوصول إليها والواجبات اللازمة عليهم نحو الآخرين وهذه الموازنة لا توجد إلا من خلال إدارة الوقت إذ لا حاجة لإدارة الوقت بلا هدف لحياتك والا ستسير في كل اتجاه مما يجعل حياتك مشتتة ولا تحقق أي شيئ.

خصائص الوقت:
•الوقت هو الشيئ المشترك بين الجميع فالوقت للجميع ولكن هناك اختلاف في كيفية استغلال الوقت من شخص لآخر.
•أنت المسئول الوحيد عن وقتك وتستطيع أن تستغله وتخطط له فالوقت يسير بسرعة ثابتة ولا يمكن تقديمه أو تأخيره فالذي يمضي الوقت وليس نحن فالوقت له كمية وله نوعية فلا تسرق وقت الآخرين ولا تدعهم يسرقون وقتك.
•الوقت هو المقياس الذي نعتمد عليه في سرعة الإنجاز والمنافسة وأصبحت جميع المجالات تعتمد على الوقت كمقياس مدى استغلاله.
•الوقت يمكّنك من اكتشاف مدى الاستغلال الأمثل له فهو أداة تقويم ورقابة حيث كل عمل له فترة زمنية محددة وبداية ونهاية.

قيمة الوقت:
- الإدارة الناجحة للوقت هي مهارة يمكنك تعلمها وتنميتها مع الوقت فهي تجعلك تنظم وقتك بين جميع الأنشطة التي في حياتك فتجعل وقتًا لعملك وفقًا للأنشطة الاجتماعية ووقت للعائلة.
- إدارة وقتك بطريقة سهلة صحيحة سوف تجعلك تشعر أنك في الطريق الصحيح والاتجاه الصحيح فهي تجعلك لا تعتمد على المماطلة والتسويف واختلاق الأعذار فابدأ الآن وخذ على نفسك عهدًا وقل لنفسك لن اختلق الأعذار لتأجيل الأعمال وتعاهد مع نفسك بأنك لن تقوم من مكانك حتى تنتهي لهذا اليوم.
- اجعل لنفسك حافز يدفعك لإنجاز هدفك وأعد لنفسك مكافأة عند الانتهاء من العمل والمهارة في تحقيق الأهداف في مدة زمنية محددة، والذكاء في هذه الحالة أن تعمل بطريقة أفضل لا بمشقة أكبر وذلك لتميز بين الشغل والانشغال أو بين الكفاءة والفاعلية.
وفي ذلك يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه" اعلم أن لله عملاً بالنهار لا يقبله بالليل وعملاًَ بالليل لا يقبله بالنهار"

فوائد إدراة الوقت:
إن فوائد إدارة الوقت كثيرة منها ما نجد نتائجه في الحال ومنها ما نجده على المدى الطويل.
ولا شك أنك عندما تحسن إدارة وقتك وتعرف كيف تستغله وتنظمه بأنك سوف تشعر بتحسن عام في حياتك فيمكن أن تقضي وقت أطول مع العائلة أو في زيادة تطوير ذاتك وتحسين قدراتك وإنجازك لأهدافك وأحلامك وسوف تلاحظ تحسن إنتاجيتك وسوف تلاحظ قلة الضغوط عليك في العمل وفي الحياة، وحتى تشعر بفائدة إدارة الوقت تعرف على مدى استفادتك من وقتك واعرف ماهي العوامل المبددة لوقتك فمثلاً قم بعمل سجل يومي دون فيه تفاصيل الأعمال التي قضيت معظم وقتك فيها وحدد كم اخذ كل عمل قمت به من وقت، ثم بعد ذلك قم بتحليل الجدول وعندئذ سوف تلاحظ ما هي العوامل التي تضيع وقتك وعندها تستطيع أن تنظم وتدير وقتك بشكل أفضل، ومن الفوائد التي سوف تشعر بها من خلال إدارة وقتك انك تستطيع إتمام أعمالك بشكل أسرع وبمجهود أقل وسوف تحصل على فرص لم تكن بحسبانك لأنك كنت مشغول وهذا يجعلك تتكيف مع ظروف الآخرين وجداولهم الزمنية وسوف تلاحظ من خلال حسن إدارتك لوقتك بالطريقة المثلى والصحيحة أنه يوجد أمامك وبين يديك الوقت الكافي للنشاطات التي كنت تعتقد بأنك لا تستطيع ممارستها لعدم إدارتك لوقتك بطريقة فعالة وهي مثل وقت للعائلة والأصدقاء ووقت لنفسك أيضًا فسوف تجد أن لديك وقت للعمل ووقت للتفكير ووقت لتقرأ ووقت لتلعب وتسهر وبالتالي سوف يقل التوتر والضغط وبالتالي فسوف تشعر بالراحة لأنك وجهت وقتك التوجيه الصحيح.

كيف نتغلب على مضيعات الوقت؟
هناك عقبات تقف حاجز دون تحقيق أهدافنا وهذه العقبات تختلف من شخص لآخر وهذه العقبات إما أن تكون نابعة من داخلنا أو من داخل المنظمة وهنا يجب أن نطرح سؤال هل يوجد لديك طاقة لتقضي على هذه العقبات؟ وتذكر أن لا تؤجل مهمة وأبدأ بتنفيذها فورًا وتذكر أنك عند إنجازك مهام جديدة أفضل من محاولتك لإنجاز مهمة واحدة مثالية.وأسأل نفسك ما الذي يحول بينك وبين تحقيق هدفك الذي وضعته،هنا يجب عليك أن تبدأ في التنفيذ وسوف تظهر قدرتك على اختلاق الأعذار وأسوأ ما في الأمر أنك تبدأ بالاقتناع بها وتصديقها وتبرع في مهارة اختلاق الأعذار وللتخلص من هذه العادة ولتحقق أهدافك وتستغل وقتك بالطريقة المثلى عليك أن تبدأ بوضع وقت للانتهاء من كل مهمة في الوقت الذي حددته لها. ويمكنك أن تكتب قائمة بالأشياء التي تؤجلها تجد ماهي هذه الأعمال وأبدأ بها فورًا ويمكنك أيضًا أن تعرف ماهي عواقب ونتائج تأجيلك لذلك العمل واجعل لنفسك حافز يدفعك لإنجاز أهدافك.

الإدراة الفعالة للوقت:
عليك أن تتعلم التخطيط الفعال وتضع الأوليات لعملك حتى تستطيع إدارة وقتك بشكل فعال.ابدأ من الآن وخذ المبادرة في التفكير الجدي في حياتك وكيف تديرها نحو ما تهدف إليه.فيجب أن يكون لديك هدف تسعى من أجله وخطة للوصول إلى هذا الهدف وإن لم يكن لديك أهداف فلا فائدة من تنظيم وقتك فتنظيم الوقت يقوم على وجود أهداف وإلا سوف تكون حياتك مشتتة لا تحقق شيئ ويكون ذلك الإنجاز ضعيف وذلك نتيجة عدم التركيز على أهداف معينة.
ومن هنا تتضح أهمية إدارتنا لوقتنا بفعالية ورؤيتنا المستبقة لإدارته بنجاح فهي الطريقة التي تجعلنا نستفيد من الوقت في تحقيق الأهداف وخلق التوازن في الحياة ما بين الواجبات والرغبات والأهداف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق